طباعة

اللجنة الأولمبية القطرية وأكاديمية أسباير تكشفان الستار عن خطةٍ منهجيٍة جديدة ومُبتكرة لإعداد وتطوير الأبطال الرياضيين القطريين إطلاق مشروع "نموذج مسار بناء الرياضيين" الأول من نوعه في الشرق الأوسط لتطوير جيلٍ جديدٍ من الأبطال الرياضيين القطريين أعلنت اللجنة الأولمبية القطرية بالتعاون مع أكاديمية أسباير اليوم الثلاثاء اكتمال مشروع نموذج مسار بناء الرياضيين القطريين "كُن رياضي" الجديد والفريد من نوعه والذي يهدف إلى إعداد أجيالٍ جديدة من الأبطال الرياضيين القطريين في الرياضات المختلفة جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد ظهر أمس بقاعة المؤتمرات (الأوديتوريوم) بمقر أكاديمية أسباير، بحضور الدكتور ثاني الكواري أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية وايفان برافو مدير عام أكاديمية أسباير، والسيد/ علي الهتمي رئيس الاتحاد القطري للجمباز، وعدد من رؤساء الاتحادات وأمناء سر الاتحادات الرياضية، وسط حضور اعلامي مميز

وجاء المشروع الذي استغرق ثلاث سنواتٍ من العمل الدؤوب نتاج التعاون المثمر بين مُختلف الكيانات الرياضية من المؤسسات والاتحادات وأصحاب المصلحة، ومجموعة من الخبراء العالميين في مجال التطوير الرياضي من أكاديمية أسباير، لإعداد إطارٍ منهجيٍ لتطوير الرياضيين خاص بدولة قطر

وبمناسبة الإعلان عن المشروع، عبَر سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني - رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، بقوله: "إنَ إعداد وتأسيس أبطالٍ رياضيين قطريين على أعلى مستوى هو جزءٌ أساسيٌ من رؤية قطر الرياضية. وفي حين حققت دولة قطر خلال الأعوام الماضية تقدماً ملفتاً في القطاع الرياضي، كان أبرزها ما حققه لاعبو منتخبنا القطري في الألعاب الأولمبية والبارالمبية هذا الصيف حين حصدوا ثلاث ميدالياتٍ فضية، فإننا عازمون على مواصلة هذا التقدم والنجاح وتعزيز أداء أعضاء منتخبنا القطري، وتطوير مهاراتهم في مجموعة أوسع من الرياضات المختلفة. ويُمثل نموذج مسار بناء الرياضيين إطاراً عملياً متيناً ومتكاملاً يهدف إلى توحيد جميع جهود الكيانات الرياضية في قطر في مهمتها لاكتشاف وتطوير وتعزيز الرياضيين الموهوبين في كل مرحلة من مراحل مسيرتهم الرياضية الاحترافية، بدءاً من مرحلة الطفولة المبكرة، وحتى مرحلة ما بعد الاعتزال، بحيث تدعمهم في معرفة نقاط القوة لديهم، وبالتالي تمكينهم من تقديم الأفضل. هذا المشروع هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وهو مثال آخر لجهود قطر المتواصلة لاكتشاف آفاقٍ جديدة في مجال تطوير الرياضة على جميع المستويات. نحن متحمسون جداً لرؤية نتائج هذا المشروع على أرض الواقع، ونتطلع قدماً لمستقبلٍ واعدٍ بمزيد من التفوق والتميز الرياضي في قطر"

من جهته، قال السيد إيفان برافو- مدير عام أكاديمية أسباير:" يُعزى الفضل في النجاح الكبير، الذي نتج عنه نتائج ملموسة وعملية، لمشروع "كن رياضي"، إلى حجم التعاون الخلاق بين اللجنة الأولمبية وذلك وفقا للتوجيهات من سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني. نحن ممتنون للجنة الأولمبية القطرية لتكليف الأكاديمية بهذه المبادرة المهمة. لقد جاءت فكرة هذا المشروع في الأساس لبناء نموذج استراتيجي شامل يتيح لدولة قطر تطوير الرياضيين وتمكينهم من الوصول إلى قدراتهم الكاملة، وقد تطلب ذلك منا إيجاد نظام يضم كافة المعلومات والبيانات الخاصة بتطوير الأداء الرياضي ومراحل تطور اللاعبين والمعلومات المرتبطة بالنواحي الإدارية والمالية وكذلك المعلومات الخاصة بكل اتحاد على حدى وتحليلها بواسطة الخبراء والمدربين. ومنذ اللحظات الأولى وحتى الانتهاء من هذا المشروع الطموح، أخذ خبراء الأكاديمية العاملين في إدارة الرياضة على عاتقهم مسؤولية تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع شركائنا في اللجنة الأولمبية القطرية ومختلف الاتحادات الرياضية القطرية، آخذين في اعتبارهم الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بكل اتحاد رياضي على حدى للخروج بنموذج ملهم وشامل تستفيد منه الأجيال الحالية والقادمة حيث يمكنهم من صقل مواهبهم وتحقيق أقصى إمكاناتهم خلال مسيرتهم الرياضية"

ويتألف مشروع "نموذج مسار بناء الرياضيين" من خمس مراحل شاملة تشكل إطاراً عملياً متكاملاً لتطوير المواهب في مراحل عمرية أساسية وهامة ضمن مسار بناء الرياضيين

ففي مرحلة الطفولة المبكرة (من 0 – 7 سنوات) يقوم البرنامج بتشجيع اللعب النشط والاستكشاف وذلك من أجل مساعدة الأطفال على مواهبهم الحركية، وبالتالي مساعدتهم على تطوير مواهبهم في رياضات الجري والقفز والرمي في المراحل المتقدمة من حياتهم

أما المرحلة الثانية (من 8 – 12 سنة) فتهدف إلى تعزيز وتطوير المهارات الجسدية الأساسية كالسرعة، والرشاقة، والوعي المكاني، والتناغم الحركي، والتوازن الإيقاعي والديناميكي، بحيث تخدم الطفل وتعزز من أداءه في العديد من الرياضات.

وتوفر المرحلة الثالثة، مرحلة اكتشاف المواهب من (13-18 سنة) كافة السبل لاكتشاف المواهب الرياضية وتطويرها والارتقاء بمستواها في فرصة ثمينة لإيجاد سبل الدعم الملائمة لها وفقاً لمتطلبات كل فرد وتمكينه من الوصول إلى كامل قدراته.

أما المرحلة الرابعة، وهي مرحلة تحقيق التميز (من 19 وما بعدها)، فتركز على نظام تدريبي محدد ومخطط بعناية للتدريب والمنافسة والاستشفاء علماً بأن هذه المرحلة هي الأصعب والأكثر تطلباً من حيث ضرورة توفر أساليب التدريب والمعدات والمرافق ذات المستوى المتقدم، وهي تنظر إلى العلوم الرياضية والدعم الذي يوفره الطب الرياضي من أهم الأسس لتحقيق أفضل النتائج خلال هذه المرحلة.

وتركز المرحلة الخامسة "الاستمرارية" على مواصلة النشاط الرياضي بعد الاعتزال في مختلف مراحل الحياة، وقد تحدث هذه المرحلة في مختلف المراحل العمرية، كما يستطيع الرياضيون من كافة المراحل العمرية اتخاذ القرار بخصوص الاستمرار في الرياضة للترفيه أو العمل كمدربين أو إداريين. وتكمن أهمية المرحلة الأخيرة في ضمان متابعة مسيرة اللاعب أو الرياضي بعد اعتزاله والإبقاء عليه ضمن المنظومة الرياضية.

وقد تم تطوير نموذج مسار بناء الرياضيين بعد الاطلاع على أُطر ونماذج العمل الرياضية الدولية لعددٍ من الدول المتفوقة في المجال الرياضي، كما يتضمن إضافات ومساهمات وبيانات من الخبراء الدوليين من دول ورياضات مختلفة، وذلك من أجل صياغة نموذج مبتكر وخاص بدولة قطر.

هذا ويتضمن مشروع "كُن رياضي" 39 نموذجاً، يختص كل واحدٍ منها برياضة مُعينة، وقد صُمم كل نموذج بحيث يحقق أفضل درجات التطوير في رياضاتٍ وتخصصاتٍ رياضية مختلفة آخذاً بعين الاعتبار رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة والمشاركة النسائية في الرياضة. وسيرافق المشروع خلال مرحلة التطبيق نظام معلوماتي وطني لإدارة الرياضيين يشتمل على المعلومات والبيانات الخاصة بالأداء الرياضي، ومراحل تطور اللاعبين، ومعلومات مرتبطة بالنواحي الإدارية والمالية والمدربين، وعمليات التحليل الفني، وتاريخ الإصابات الرياضية، وبرامج التدريب. وسيساعد هذا النظام على تكوين تصورات وبيانات حول تمرينات اللاعبين، وبالتالي إعداد وتحسين برامج التدريب في المستقبل.

كما تضمنت عملية تطوير نموذج مسار بناء الرياضيين استشارة جميع الاتحادات الرياضية في الدولة، ومساهمة عددٍ من الإدارات الحكومية وأصحاب المصلحة، وذلك من أجل ضمان عمل جميع المشاركين في تفعيل هذا المشروع تحت رؤية موحدة تتيح للجميع التعلم وتطوير المواهب الرياضية والانطلاق نحو الاحتراف.

وباكتمال المشروع، ستتولى اللجنة الأولمبية القطرية تفعيله بالتعاون مع الاتحادات الرياضية القطرية، حيث سيتم العمل معهم عن كثب لتقديم الدعم في جميع المراحل. كما ستتولى اللجنة متابعة تطورات المشروع من الناحية المالية والفنية بشكلٍ دوري، والعمل على تحقيق وضمان جودة التفعيل بوضع خطط فنية مستقبلية للسير على نهجها، بالإضافة إلى إعداد خطط مالية استرشادية تتماشى مع الأهداف الأساسية للمشروع، وبالتالي تحقق الرؤية المنشودة من تنفيذه. كما تم إعداد قاعدة بيانات متقدمة خاصة بالمشروع بهدف دعم مراحل تفعيله، حيث تشتمل على سجل للمعلومات الرياضية، والتوجيهات، والعمليات، والتقنيات المطلوبة.